برامج «التوك شو» نقلة إعلامية عربية فيما يخص اتساع مساحة التعبير عن الرأى، لكن وسط زحام الأحداث اليومية، وضغوط تفاصيل الحياة، واشتعال المنافسة، ومع غياب التخطيط، تبدو هذه البرامج أحياناً كأنها تدور فى حلقة مفرغة، وتكاد تتشابه. إلا أنه يبدو أن التميز بين كل برنامج والآخر مؤخراً أصبح يتشكل بوعى، لتناسب أمزجة متنوعة لدى المشاهد.
الأربعاء الماضى، عرض برنامج «90 دقيقة» فيديو لسيارة نقل، تحمل خنازير بدون حاجز خلفى للسيارة، مما تسبب فى سقوط خنازير نافقة، وقام البرنامج بالاتصال بنائب محافظة 6 أكتوبر، الذى قال إن الحاجز قد كسر نتيجة مطب، لكن «ريهام السهلى» أخبرته أن المشهد واضح بأنه لا حاجز خلفيا أساساً، الفيديو الذى عرضه البرنامج، هو توثيق لم يكن من الممكن إنكاره، فقد نقل المشهد كاملاً، ووثق لرقم السيارة (53200 نقل الجيزة) ليهدى ذلك للمسئولين.
هذا دور فاعل للغاية تلعبه هذه البرامج، يطلق عليه «تفاعلى»، وبغض النظر عما إذا كانت كاميرا البرنامج هى التى صورت المشهد، أو أن مواطناً صوره وأرسله، ففى الحالتين يعتبر هذا توكيداً لقدرة برنامج مسائى يومى على التفاعل مع المشاهدين، وتقديمه لخدمات حقيقية لهم، وإقناعهم بأهمية التفاعل معه لأجل الأفضل.
من ناحية أخرى، ولكن فى اتجاه التفاعل نفسه، شهدت إحدى حلقات برنامج «البيت بيتك»، قدمها «محمود سعد»، لفتة إنسانية مؤثرة للغاية، حيث أرسلت إحدى مشاهدات البرنامج باقة ورد إلى العاملين فيه، تنفيذاً لرغبة والدتها التى توفيت منذ أربع سنوات، وكان أن تمنت ذلك وهى تشاهد إحدى حلقات البرنامج، وبرغم أن الحلقات التى يقدمها «سعد» فى البرنامج، تتسم أغلبها بالطابع الإنسانى؛ فإن هذه الفقرة كانت عزفاً مختلفاً على أوتار مشاعر إنسانية إيجابية، بعيداً عن أغلب الفقرات التى تتناول موضوعات موجعة، هى لفتة تخبرنا بأن «التوك شو» يمكن أن يحمل لنا أيضاً بعضاً من الفرح.. ليس «الغم» وحسب.
والفكرة هنا أيضاً، أن المشاهد يمكن أن يصنع علاقة ما مع برنامج يحبه، وأهم هذه البرامج على الإطلاق هى «التوك شو» بعد أن فرض نفسه على أجندة المشاهد اليومية، خاصة إذا ارتبط ذلك بوعى لخطورته لدى صناع البرامج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة