إبراهيم ربيع

وفى الرياضة أيضا.. الفقراء يمولون مشاريع الأغنياء

الخميس، 16 أبريل 2009 09:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشياء كثيرة أقرأها وأسمعها، وأتردد فى التعليق عليها، احتراما للعلاقة مع الزملاء، إلا أن تكرار ترديدها يجبرنى على التعليق.. وأبرز ما قرأته وسمعته اقتراح الزميل المتميز جدا ياسر أيوب، بتخصيص نسبة من دخل قناة السويس لمساعدة الأندية الواقعة فى محيطها، مثل الإسماعيلى والمصرى والسويس وغيرها.

هذا الاقتراح جميل ويمكن نظريا تعميمه على كل المناطق التى تتجاوز فيها أندية مع مؤسسات اقتصادية كبرى مضمونه الربح والدخل.. بما يعنى مثلا مناشدة شركة الشرقية للدخان ومقرها الجيزة، أن تمد يد العون بنسبة من إيراداتها المتعاظمة إلى أندية مثل الزمالك والترسانة وهى شركة غنية جدا، وتنافس قناة السويس كمصدر رئيسى للدخل القومى.

يمكن أن يكون هناك انتفاع متبادل بين قطاعات لها أنشطة مختلفة دون المساس بحقوق مواطنين، يتهددهم الجوع والمرض والجهل ويموتون سنويا بسبب الافتقار للأمن الصحى والغذائى.. فمثلا الأكاديمية البحرية بالاسكندرية لها أنشطتها الخاصة البعيدة عن ميزانية الدولة، ولديها الإمكانات المالية والبشرية والإدارية لكى تقيم علاقة منفعة متبادلة مع أطراف أخرى حكومية أو خاصة، حتى لو ضحت بدخل مالى إضافى فى سبيل توسيع نشاط آخر مغاير.. ويمكن أن تفعل المؤسسات الاقتصادية الخاصة الكبيرة ذلك، وهى قائمة على رجال أعمال كبار رأسمالهم بالمليارات، ويستطيعون تأسيس نظام رعاية متكامل لمؤسسات رياضية..

أما أن نبحث عن مؤسسة تلعب دورا رئيسيا فى موازنة الدولة، ودورا حيويا فى توفير العملة الصعبة، ومقاومة انهيار الجنيه.. فهذا تبسيط مخل جدا لقضايا معقدة، وتبسيط أشد إخلالا بأولويات الحياة.. فمن لا يملك قوت يومه فلن يفكر فى أن يقرأ أو يتعلم أو يلعب كرة قدم، خاصة إذا عرف وتأكد أن هؤلاء الذين يديرون المؤسسات الرياضية المنهارة مليونيرات، ينجحون دائما فى زيادة ومضاعفة رأسمالهم، ويفشلون عن قصد أو عن جهل فى زيادة ومضاعفة رأسمال هذه المؤسسات..

ومن باب أولى أن نجبرهم على تقنين علاقتهم بأنديتهم ليستفيدوا ويفيدوا.. ولو كان نبيل البوشى الملياردير مهتما هو وغيره بعلاقة مشروعة مع أندية تطوعوا لإدارتها وكان عضوا بمجلس إدارة الإسماعيلى لساهم فى حل أزمة ناديه المالية مقابل ما كسبه من وجاهة اجتماعية.. لكنه يعرف اللعبة المصرية التى تحب أن تضغط على الفقراء والجوعى، لكى يزداد الأغنياء تخمة مالية، ويزداد الفقراء جوعا.. ثم يضطر الجميع للبحث عن وسائل غير مشروعة لترميم المؤسسات الخربانة مثل أنظمة الضرائب الأقرب لأنظمة الجباية أم نسينا أن فى مصر جهة إدارية عليا تدير الرياضة، ممثلة فى المجلس القومى وأفكار استثمارية على الورق، استعصت على التنفيذ وصرف غير محدود على نشاط واحد فقط، هو كرة القدم الذى اكتشفنا فجأة قدرته على جلب الملايين التى نراها ولا نعرف إلى أين تذهب.. ولو أننا حاسبنا الأهلى والزمالك على الملايين التى طارت فى صفقات فاشلة، لما طلبنا من قناة السويس أن تقتطع جزءا من دعم رغيف العيش لتدعم به تجار الأندية محترفى الصفقات والعمولات.

ولا داعى، لعقد مقارنات بيننا وبين غيرنا، لأننا مختلفون ومتخلفون.. وأرحم بكثير أن يهبط السويس ولا يفوز الإسماعيلى ببطولة، ويصارع المصرى لكى يظل فى الأضواء، من أن تشرف مصر على مجاعة، وتحصد الأمراض أرواح المصريين سنويا.. خاصة ونحن نعرف أن منظومتنا الرياضية مشروخة أو منهارة ويديرها أفراد لا مؤسسات، ونظرتها للمصلحة العامة قاصرة ومصدر شك.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة