صدفة هى التى جعلتنى أشاهد على إحدى القنوات الفضائية فيلم «الثور الهائج» للنجم العالمى روبرت دى نيرو وإخراج مارتن سكورسيزى والذى جسد فيه دى نيرو دور ملاكم وترك نفسه للمخرج يديره فى إطار الدور والشخصية المرسومة لدرجة أنه أوقف التصوير لفترة حتى امتلأ جسد دى نيرو كما أراد له سكورسيزى فى الجزء الأخير من الفيلم، وفى نفس الأسبوع تعاملت سهير رمزى بمنطق أن الفن إثم كبير، ونافستها فى ذلك حنان ترك، حيث صرحت الأولى فى برنامج «ساعة صفا» مع صفاء أبوالسعود بأن الزواج فى الأفلام، يعد زواجا حقيقيا مكتمل الشروط.
واستمرت سهير فى إطلاق الفتاوى، ومع كل تأكيد تحاول الإعلامية صفاء أبو السعود أن تراجعها وتقاطعها قائلة «دا فيلم .. ودا تمثيل يعنى خيال» لكن الست الشيخة سهير تؤكد بثقة صحة كلامها.
ما قامت به سهير رمزى لا يحمل جديداً وسبق أن سمعناه وتناولته وسائل الإعلام حيث صرحت به فنانات أخريات من اللائى اعتزلن التمثيل وتفرغن لإطلاق الفتاوى.
أما حنان ترك فلها السبق فيما قامت به أثناء تصوير مسلسلها «هانم بنت باشا» عندما طلبت أن كل مشهد يجمعها برجل يجب أن يكون فيه مِحرِم «آه والله العظيم هذا ما حدث» لدرجة أن الكاتب يسرى الجندى مؤلف العمل المعروف بصبره وخجله الجم خرج عن شعوره، وصرح للصحافة تصريحات حادة ضد ما تطالب به الفنانة العائدة هى الأخرى، والتى ضربت عرض الحائط بأبجديات الفن وحدود الممثل فى علاقته بالمخرج والكاتب.
حنان ترك التى كانت فى يوم من الأيام واحدة من أهم نجمات السينما المصرية احترمنا خصوصيتها عندما قررت الاعتزال والحجاب، ولكن ذلك لا يعطيها الحق فى أن تعود للفن وتحاول تفصيل كل شىء حسبما يتراءى لها، ومادامت ترى أن العمل الفنى حرام وأنه لا يجب أن تجتمع برجل إلا إذا كان هناك مِحرِم، فلماذا تخرجين من منزلك أصلاً؟ ومادُمت اخترت الحجاب وهذا حقك فدعى التمثيل والممثلين فى حالهم.
بعيدا عن هذه الأجواء التى تحمل مغالاة وتزيدا، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التى تقوم فيها حنان بمثل هذه التفاصيل، فقبل إعلانها اعتزال الفن وأثناء تصويرها فيلم «قص ولزق» مع المخرجة هالة خليل وأثناء اللقطات «الامورس» التى تظهر فيها بنصفها العلوى فقط كانت تمسك السبحة وتقوم بـ«التسبيح». ويبدو أنه مثلما كان التسبيح فى موقع التصوير مقدمة لاعتزالها التمثيل فإن مطالبتها بوجود محرم سيكون مقدمة لوجود نوع جديد من الفن.
فإذا كانت ترغب فى الحجاب فعليها أيضا أن تحتجب أما إذا كانت ترغب فى الأضواء والنجومية من جديد فعليها أن تتعامل بقوانين الفن ولغته التى تحكمه، كما تعامل نجم مثل دى نيرو فى فيلمه «الثور الهائج» لذا فاز عنه بجائزة أوسكار أفضل ممثل عام 1980.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة