بعيداً عن النكد، اختار برنامج «صباح الخير يا مصر» أن يقدم يوم الخميس الماضى، فقرة مختلفة، استضاف فيها المصور المعروف «فاروق إبراهيم»، أحد أهم المصورين الذين عاصروا فترة كبيرة من أثرى فترات مصر بالشخصيات والأحداث، والذى يمتلك مجموعة هائلة من الصور المتميزة والنادرة.
المهم.. استمر الحديث عن معنى الصورة الصحفية واختلافها عن البورتريه، وكيف بدأ التصوير الصحفى وكيف أصبح، وأهم الصور الصحفية فى العام الماضى، وغيرها من الأسئلة الجيدة، شىء واحد لم يرد فى الفقرة وهو:
«الصورة»!.
تصوروا فقرة عن التصوير فى الماضى والحاضر، لا تتضمن نماذج لكاميرات!، فقرة عن الصورة الصحفية، لا تتضمن ولو صورة صحفية واحدة، فقرة تتطرق إلى الصور الفائزة بجوائز، لا تستعرض صورة فائزة واحدة، فقرة يشيد فيها المصور بالجيل الجديد من المصورين الشبان، ولا تتضمن معرض صور واحد!!.
السبب ببساطة.. أن الإعداد للفقرة اعتبرها مجرد فقرة عادية «والسلام»، يكفيها ضيف وسؤال ينتظر إجابة شفهية، لم يتم بذل أى جهد فى مجرد تصور أن «فاروق إبراهيم» يمكن أن يجلب معه مجموعة من الصور، يتم عرضها أثناء حديثه فتكتسب الشاشة بعداً جمالياً يحتاجه المواطن فى الصباح، بل ويعطى الفقرة معنى، كى لا تتحول لمجرد محاضرة صباحية مملة لا جمهور لها.
على الأقل.. لو لم يتم التحضير مسبقاً للفقرة بصناعة فيلم من الصور النادرة الموجودة فى حوزة «إبراهيم» كان يمكن أن يستعرضها أمام الكاميرا، وهو الشىء الذى لا يكلف مالاً أو وقتاً، كان يمكن اختيار مدخل محدد للفقرة مثلاً: مصر بالأبيض والأسود، أو الحدث المصور الأهم من وجهة نظر المصور المعروف، لكن وبسبب داء «الاستسهال»، تم الاكتفاء باستضافة الرجل وحسب، فى فقرة امتدت لحوالى خمس عشرة دقيقة كاملة تشوق طوالها المشاهد فى انتظار الصورة التى لم تأت أبداً!.
وما يغيظ أكثر، أن الضيف بذل مجهوده الخاص، جالباً معه نموذج لفيلم (نيجاتيف) قديم لصورة مهمة ، لفت نظر مقدمى البرنامج وأصابهما بالدهشة، لكن لا أحد منهما سأله مجرد سؤال، عن الصورة نفسها، ربما اعتقادا بعدم أهميتها.. كانت مجرد صورة نادرة للملك فاروق!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة