ياسر أيوب

المايسترو وأنا

صالح وزينب.. أجمل قصة حب فى زماننا

الخميس، 12 مارس 2009 10:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄حين فاتح صالح سليم والده برغبته فى الزواج.. فوجئ بالأب غاضبا وثائرا يقول له: عايزنى أروح أفاتح أبوها
◄فى حكاية جواز.. وأقوله لو سمحت جوز بنت حضرتك للأستاذ صالح.. اللى كل مؤهلاته لغاية دلوقتى إنه بيلعب كورة!

سألت صالح سليم كثيرا.. وأجاب عن كل أسئلتى وحكى وأفاض فى حديثه عن النادى الأهلى.. عن كرة القدم وعائلته، ومصر، وجمال عبد الناصر، والمشير، والأصدقاء، والأعداء، ولندن، وحسابات الثروة والبنوك، والمرض وكل شئ وكل أحد.. إلا زينب لطفى.. كان صالح على استعداد للإجابة عن أى سؤال.. للحديث عن أى أحد.. للكشف عن أى سر.. لاستكمال نواقص أى حكاية.. إلا حكايته مع زينب التى لم يوافق، ولم يقبل أبدا أن يتكلم عنها وعن حكايته معها.. ولم أستسلم لصالح سليم وبقيت بين الحين والآخر أعود وأسأله.. وأستأذنه فى أن أجمع تفاصيل حكايته مع زينب.. وفى كل مرة كان صالح يتساءل، لماذا من الضرورى أن يتحدث عن زينب.. فحكايته معها لا تهم أحدا سواه.. وكنت فى كل مرة أؤكد له أنه يصعب جدا معرفة الرجل بشكل كامل وحقيقى، دون التوقف ولو قليلا عند المرأة التى اقتسمت معه الحياة والمشوار، وخاضت معه كل الحروب، فعاشت كل لحظات النجاح والانتصار، ودفعت ثمن كل جرح أو انكسار.

ووافق صالح أخيرا.. وافق أن يحكى عن زينب.. ولكن كانت له شروط، أهمها على الإطلاق ألا تكون زينب حاضرة، وألا تسمعه وهو يحكى عنها وعن حبه لها.. واضطرت زينب للخروج من البيت استجابة لشروط صالح.. وجلست أنا صامتا أمام صالح، وبيننا على المائدة جهاز التسجيل الصغير.. وأمامى جلس صالح وكأنه تحول وأصبح شخصا آخر.. كانت نفس الملامح، ولكنها تخلت عن وقارها لتصبح أكثر رقة وعذوبة.. نفس العينين ولكن لم يعد ذلك الكبرياء هو الذى يفى فيهما وإنما العشق والهوى.. وكانت المرة الأولى التى أرى فيها صالح سليم.. العاشق الرومانسى.. صحيح أنه سبق لى أن رأيت صالح سليم فى مواقف ومشاعر كثيرة ومتباينة.. وصحيح أنه سمح لى بأن أقاسمه لحظات منتهى الفرح ومنتهى الحزن والألم.. ولكنها كانت المرة الأولى التى أرى فيها صالح سليم يحب.. أرى المايسترو العظيم على استعداد لأن يتنازل عن عظمته وإمبراطوريته كلها، لو كان ذلك ثمنا لإسعاد امرأة وحيدة أحبها أكثر من أى أحد ومن أى شىء آخر.. امرأة اسمها زينب لطفى.. الزوجة والصديقة وشريكة المشوار والطموحات والمواجع والنجاح والألم يومها قال صالح إنه مدين بكل شىء أو كل نجاح حققه.. إلى زينب.. قال لى أيضا إن زينب كانت دائما بالنسبة له هى السند الحقيقى، الذى يعتمد عليه ويطمئن به.. بل إنه فى مواقف كثيرة.. صعبة وقاسية.. واجهها صالح واختار أثناءها قراراته المصيرية.. كان يعرف أن زينب هى وحدها التى ستبقى وتقف بجانبه.. بل ولم يكن يذهب ويسأل زينب أو حتى يستشيرها.. كان يكفيه أن يشعر ويتأكد أنها دائما ستبقى معه.. وأنها قادرة على أن تحميه وأن تغنيه أيضا.. قابلة لأن تكون هى العزاء الحقيقى لأى فرصة ضاعت والسلاح القوى فى أى حرب محتملة.

وعلى الرغم من قوة شخصية صالح وصلابته فى مواجهة حياته وظروفه ومقاديره.. إلا أنه كان ينسى كل ذلك ويشعر بالخوف فقط على زينب.. كان يخاف عليها إن مرضت أو تألمت بل وإلى حد أن ينشغل ليلة كاملة فى أفضل طريقة يخبرها بها، أنه أصيب بسرطان الكبد.. نسى صالح وقتها أنه هو المصاب، وأنه هو الأولى بالرعاية والحنان والاهتمام.. ولم يتذكر إلا أنه لا يريد إزعاج حبيبته وصديقته وشريكته بهذا الخبر الحزين.. ولابد من التأكيد هنا أن صالح مدين بالكثير جدا لزوجته ولوالده الدكتور محمد سليم.. ولهذين الاثنين تأثيرهما ودورهما فى تكوين شخصية صالح.. وعلى حد تعبير صالح نفسه والذى لخص حكايته مع الاثنين حين قال لى.. كل صفاتى التى تعجب الناس الآن وتدفعهم لاحترامى تعلمتها من والدى.. ثم جاءت زوجتى فعلمتنى كيف أحافظ على هذه الصفات ولا أتنازل عنها مطلقا مهما كان الثمن أو المقابل.. وبكل هذه الصفات التى تركها الدكتور محمد سليم والتى حافظت عليها زينب لطفى.. تحول صالح سليم من إنسان إلى أسطورة.. أو على الأقل إلى رجل.. احترمه وأحبه كل الناس.

وإذا كانت زينب هى الحب الأوحد.. والأجمل.. والأكبر.. فى مشوار وحياة صالح سليم.. فإنها لم تكن أول فتاة ينجذب إليها صالح سليم.. كانت بنت الجيران فى حى الدقى.. شقيقة أحد أصدقائه، وكانت تكبره بست سنوات.. وقع صالح أسيرا للإعجاب بملامحها.. إعجاب لم يرق أبدا ليصبح حالة حب.. فصالح وقتها كان صبيا فى السادسة عشرة من عمره، مشغولا إما بلعب كرة القدم فى الشارع.. أو صيد العصافير ببندقية رش فى حديقة الأورمان.. أو صيد السمك فى بولاق الدكرور.. يستيقظ مبكرا جدا ويبدأ يومه بتناول كميات هائلة من الطعام.. كل يوم حوالى عشرين بيضة وقشدة وعسل وطحينة.. وفى السادسة صباحا يكون صالح فى الشارع.. ويبقى فيه لا يهدأ ولا يرتاح حتى آخر النهار.. وبالنسبة له، كان اليوم يكاد ينتهى مع أول نقطة ظلام تسقط من السماء.. ووسط هذه الأيام المشحونة بالحركة والشقاوة والأكل واللعب.. ظهرت بنت الجيران.. ويتذكر صالح تلك الأيام البعيدة وهو يضحك قائلا، إنه لم يكن حبا حتى بالشكل التقليدى الشائع يومها.. أى تلك المشاعر الرومانسية التى تصحو فجأة مع وجه يسكن فى البيت المقابل أو فى الشرفة القريبة أو حتى فى الشارع.. فلم يكن صالح وقتها يعرف ما هو الحب ولم يكن يريد أن يعرف ولم يكن لديه وقت فراغ ليعرف أو يحاول ذلك.. ويلتفت لى صالح قائلا إنه بعدما دارت به الأيام والسنون.. عاد وشاهد تلك الفتاة بعد أن كبرت.. وجدها امرأة ليس فيها ما يمكن أن يجذبه.. وسكنته دهشة واستغراب أن تكون هذه المرأة أمامه هى تلك الفتاة التى منحها إعجابه منذ سنوات طويلة جدا.. وإذا كانت تلك الفتاة هى التى سرقت من صالح إعجابه والتفاتته وبعض مشاعره واهتمامه.. فقد كانت زينب هى الحب الأول.. حب ولد فوق متن باخرة مسافرة إلى الحوامدية.. ففى هذه الرحلة.. رأى صالح سليم زينب لأول مرة فى حياته.. فكانت تلك اللحظات الاستثنائية التى يمكن أن يعيشها أى إنسان.. ويتذكر صالح تلك اللحظات.. بكثير من الرومانسية، وكثير جدا من الشجن.. ويقول إنه أحس وقتها بشىء ما داخله، لم يعرفه ولم يملك له تفسيرا.. وسرعان ما كبر هذا الشىء المكتوم.. فى ملاعب وطرقات النادى الأهلى فى الجزيرة.. وعبر أسلاك التليفون.. وداخل صالات السينما مع الأصدقاء والأقارب ولم يكن صالح فى حاجة لكثير من الوقت أو الجهد ليعرف أنه يعيش مع زينب قصة حب.. كان صالح وقتها يعرف تماما، ما هو الفارق بين الصداقة.. أو الإعجاب.. وبين الحب.. فقد نشأ صالح فى وسط لا يبنى الأسوار أو يقيم الحواجز بين الرجال والنساء.. وبين الأولاد والبنات.. ونشأ صالح لا يرى فى المرأة عورة، ولا يتعامل معها باعتبارها كائنا ضعيفا أو هزيلا يمكن إلغاؤه أو تسهل الحياة بدونه.. بل يمكن جدا أن تكون هذه المرأة هى السند والصديق الحقيقى فى الحياة.. وكان هذا من أهم ما تعلمه صالح من والده الدكتور محمد سليم.. بل إنه لم ينس أبدا صورة والده وهو يقول له.. يا صالح إذا مت واحتجت فى حياتك إلى عون أو مساعدة.. فلا تذهب إلا إلى أم كلثوم أو تحية كاريوكا، وقل لهما إنك صالح ابن الدكتور محمد سليم.. وستجد أيا منهما أجدع من مليون راجل فى مصر.

باختصار.. وقع صالح سليم فى الحب.. وقرر صالح أن يفاتح أباه فى موضوع زواجه.. وفوجئ بالدكتور محمد سليم ساخطا مستنكرا أن يجيئه ابنه الأكبر، يطلب الزواج وهو لم يكمل بعد دراسته فى كلية التجارة.. وسخر الدكتور محمد سليم من ابنه قائلا.. عايزنى أروح أفاتح أبوها فى حكاية جواز، وأقوله لو سمحت جوز بنت حضرتك للأستاذ صالح، اللى كل مؤهلاته لغاية دلوقتى إنه بيلعب كورة.. وأصر صالح على موقفه.. كان يعرف أن لعب الكرة فى تلك الأيام لا يصلح مبررا للزواج أو لأى شئ آخر.. ولكنه كان يملك ما هو أهم من لعب الكرة، وما يكفى لأن يقنع به والده ووالدها أيضا.. وهو أنه يحب زينب ويريد الارتباط بها.. وأنه معها سيفتش عن مستقبله، وأنه سيبنيه بمشاركتها ومساعدتها أيضا.. وفوجئ صالح بأن والد زينب أيضا يرفض مثل هذا a.. لكن أمام إصرار صالح وزينب.. وافق الجميع ورضخوا احتراما لقصة حب حقيقية وجميلة أيضا.. وقبلت العائلتان فكرة الارتباط، ولكن مع تأجيل الزفاف حتى ينهى صالح سليم دراسته ومشواره المتعثر فى كلية التجارة.

وأنهى صالح دراسته.. لم يعد لعب كرة القدم الآن هو المؤهل الوحيد الذى يملكه، وإنما أصبح يملك أيضا المؤهل الذى يمكن أن يعترف به وأن يحترمه أى أحد.. بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة.. فأصبح الزواج مطلبا مشروعا لكل من صالح وزينب.. واجتمعت العائلتان للاتفاق على كل الترتيبات النهائية واللازمة.. وفوجئ الدكتور محمد سليم بوالد زينب.. فريد باشا لطفى.. يطلب خمسة وعشرين قرشا فقط مهرا لابنته زينب.. وحين سئل فريد باشا عن الرقم الذى سيكتبونه فى وثيقة الزواج كمؤخر صداق لابنته.. فوجئ الجميع بالرجل يقول أنه لا يريد شيئا.. وحين سيكتشف أن ابنته تريد الطلاق أو تحتاجه.. فسيكون هو الذى على استعداد لأن يدفع أى مبلغ مقابل إنقاذ ابنته وحمايتها.. وبالفعل تم عقد القران.. ثم أقيم حفل الزفاف فى فيللا مختار باشا رسمى فى مصر الجديدة.. وفى واقع الأمر، كان هناك حفلان لزفاف زينب إلى صالح سليم.. حفل فى الدور الأرضى من الفيلا لكبار المعازيم أحياه المطرب محمد عبده صالح، والراقصة الشهيرة تحية كاريوكا.. وحفل آخر للشباب فى الدور العلوى أحياه المطرب اللامع وقتها.. بوب عزام.. الخلاف الوحيد الذى نشب ليلتها بين زينب وصالح، كان رفض صالح للكوشة مقابل إصرار زينب مثل أى فتاة فى مصر على أن تجلس بجوار عريسها فى الكوشة وسط الناس.. وانتصرت زينب وجلس صالح فى الكوشة لأول وآخر مرة فى حياته.. وتكرر مثل هذا الخلاف طيلة مشوار صالح مع زينب.. خلافات كثيرة جدا دائما على أشياء صغيرة جدا.. ولكنها كانت تنتهى دائما إما بتنازل صالح أو زينب.. خلافات كان معظمها يدور داخل بيتهما هما الاثنان.. وبسبب تعارض رؤية كل منهما وتصوراته للبيت الذى يعيش فيه.. زينب كانت تأمل وتود فى أن تسكن بيتا جميلا وأنيقا، وأن يغدو كل ما فيه مرتبا ولامعا ومتكاملا.. أما صالح فكان من القليلين جدا فى حياتنا أو فى بلادنا الذين آمنوا أن البيت لا ينبغى أن يضم بين جدرانه إلا ما يحتاجه صاحب البيت فقط، حتى وإن لم يبد جميلا فى نظر أى أحد آخر.. وهكذا كان الخلاف الدائم بين صالح وزينب، وقد عشت بعضها بنفسى، وكنت شاهدا على القليل منها حول مقعد جديد، أو مكان لصورة أو لوحة فوق حائط.
وأخيرا.. جمع بيت واحد بين العاشقين الصغيرين.. انتهت رحلة التعارف وتبادل الأشواق ونظرات الإعجاب وهداياه الطفولية وبدأت رحلة اقتسام الحياة وبنائها.. فقبل الزواج كان صالح وزينب يتبادلان هدايا كثيرة.. اسطوانات الموسيقى والغناء.. والمكالمات التليفونية العابرة.. واللقاءات الخاطفة فى النادى الأهلى.. وإن كانت زينب وقتها لم تذهب أبدا لتشاهد صالح وهو يلعب الكرة بينما كان صالح حريصا على أن يشاهد زينب فى كل مرة كانت تذهب فيها للنادى الأهلى لتلعب البينج بونج.. ولكنهما أخيرا تزوجا، وتأسست بهما أسرة جديدة.. وبيت جديد من بيوت مصر.

وعاش صالح مع زينب.. ولزينب.. ومن أجل زينب.. فقد آمن صالح دائما أن العلاقات الإنسانية مراحل ودرجات.. آمن أن الصداقة الحقيقية أعمق وأقوى وأبقى من الأخوة أو قرابة الدم، لأن الصداقة ليس فيها اضطرار، وإنما تقوم كلها على الاقتناع والاختيار.. وآمن أن الزواج الناجح علاقة أقوى وأعمق وأبقى من أى صداقة.. لأن الصديق مهما كان عزيزا أو قريبا فهو فى آخر الليل سيغادرك ويذهب إلى بيته، وإلى دنياه وتسترد أنت حريتك.. أما الزوجة فهى معك.. وستبقى معك.. تقاسمك كل شئ وكل وقت وكل خطوة.. وهكذا كانت زينب بالنسبة لصالح.. من بين الأشقاء وكل الأصدقاء والمعارف والأقارب.. هى وحدها التى كان صالح يعود إليها كل ليل وكل نهار.. يسألها ويراجعها ويقاسمها همومه ومخاوفه أو فرحته ومشاعره.

ولا أنكر أننى ترددت وقتها كثيرا، قبل أن أسأل صالح عن نساء أخريات فى حياته.. ولكننى سألته، خاصة وأن صالح كان من الرجال القليلين الذين حاصرهم طول الوقت، إعجاب وانجذاب جميلات لا أول لهن ولا آخر.. فضحك صالح وهو يقول.. لا يا سيدى.. لم أكن يوما «دونجوان» أو زير نساء.. وكل ما قد سمعته هنا أو هناك ليس إلا ظنون أو شائعات.. وأنا أحد الرجال القليلين فى العالم الذين لم يضطروا لخيانة زوجاتهم، حتى وإن كانت خيانة بالعين أو القلب.. وفى يوم آخر.. قال لى صالح إن زينب كانت هى الحكاية الجدية الوحيدة فى حياته.. هى البداية والنهاية.. صحيح أنه أحيانا أحس ببعض الانبهار والانجذاب لبعضهن فى أوقات وظروف مختلفة.. إلا أنه لم تبق إلا زينب.. ولم تكن هناك فى أى يوم مضى إلا زينب.. وقد كانت هناك لصالح فلسفته الخاصة بهذا الأمر.. فهو يعتقد أن الرجل.. قد يخون زوجته.. لأنه يبحث عن ميدان يستعرض فيه قوته.. أو مجال ينتصر فيه، ويزهو بهذا الانتصار حتى ولو بينه وبين نفسه.. أو لأنه غير مقتنع بالمرأة التى تعيش معه وتقاسمه حياته، ويخلق بنفسه نتيجة هذا الرأى المبرر للخيانة.. ولكنه لم يكن فى حاجة لمثل هذه الانتصارات ليحقق ذاته.. ولم يعش يوما أحس فيه أنه كان يستحق امرأة أجمل أو أعظم من زينب.. بل كان على العكس تماما.. عاش حياته كلها وهو مدين لزينب.. عاشها يسعى ويجتهد لأن يصبح جديرا بحب وارتباط واهتمام أعظم امرأة التقاها طوال حياته.

وأذكر هنا أننى.. فى وقت آخر.. سألت زينب نفسها عن النساء الأخريات وعن المعجبات فى حياة ومشوار زوجها.. صالح سليم، ففوجئت بها تقول لى، إن المشكلة الوحيدة كانت أن صالح قادر طول الوقت على أن يجذب اهتمام أى امرأة.. سواء فى مصر أو حتى فى أوروبا.. فى أى مكان، وطوال الوقت تطارده النساء والجميلات.. ولكنها كانت واثقة دائما بأنه كان وسيبقى لها وحدها.. كما أكدت زينب أيضا أن صالح ،كانت تربطه صداقة حقيقية ورائعة بكثير من النساء، مثل الممثلة القديرة فاتن حمامة التى كانت من أقرب صديقات صالح.. والذى لم تقله زينب ولكن قاله لى صالح سليم، هو أن شائعة حب كاذبة.. ربطت يوما بينه وبين فاتن حمامة.. لا هو كان يعرف.. ولا فاتن حمامة أيضا تعرف.. من الذى أطلق مثل هذه الشائعة الكاذبة والسخيفة.. ولكن كان نتيجتها الخصام الطويل بين صالح وفاتن.. خصام لم ينته إلا بإصرار فاتن على أن تستعيد صداقة صالح مرة أخرى بكل تقدير واحترام.. فكان فيلم إمبراطورية ميم الذى شارك فى بطولته هشام صالح سليم، بقرار وإصرار من فاتن حمامة، ومن أجل أن تعود صداقتها بصالح سليم.

اعترفت زينب لى أيضا بأن صالح.. كان غيورا جدا.. وكان رجلا شرقيا إلى أقصى حد.. وعاش طوال الوقت مؤمنا بأن بيته لابد أن يبقى مغلق الأبواب فى وجه معظم الناس.. وعلى الرغم من عشرات المعارك التى خاضها صالح سليم فى النادى الأهلى، ومن أجل النادى الأهلى.. فإن زينب أبدا لم تكن حاضرة.. أبدا لم تتكلم.. أبدا لم تبد فى أى صورة.. وبقيت طول الوقت مكتفية بدورها كشريكة لصالح من وراء الستار.. وإذا كانت شخصية صالح، هى السر وراء نجاح صالح سليم وشعبيته ومكانته، فإنه من الظلم أن نغفل شريكة صالح فى رحلته.. المرأة التى وقفت بجانبه واقتسمت معه كل خطوة ودفعت معه بحب وصدق ثمن كل نجاح أو حلم يتحقق.. فزينب لم تكن لصالح مجرد زوجة.. ولا حتى مجرد حبيبة التقاها فى بدايات العمر، فاقتسم معها عمره كله.. إنما كانت زينب بالنسبة لصالح وحتى آخر أيامه، هى سنده الحقيقى وقوته.. هى قلعته التى لجأ اليها، فوجد أمانه وكبرياءه، كلما ضاقت الدنيا أمامه وأغلقت أبوابها فى وجهه.

الحلقة الأولى: كبرياء الأهلى.. وحكاية رئيس اسمه صالح سليم
الحلقة الثانية: لماذا نجح صالح سليم رئيسا للأهلى؟
الحلقة الثالثة: عاشق الأهلى.. الذى رقص التانجو بسبب حسن حمدى.. وقرر أن يضرب لاعبى الزمالك
الحلقة الرابعة: الذين أحبهم.. والذين أبدا لم يحترمهم صالح سليم
الحلقة الأخيرة.. صالح سليم.. الذى لم يكن شيطانا.. ولا ملاكا أيضا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة