«رب ضارةٍ نافعة» ينطبق تماماً على الظروف التى نشأت فيها القناة الوليدة «نايل كوميدى»، فالقناة التى خطط لها كى تنافس بقوة على مستوى الإنتاج التليفزيونى الكوميدى والترفيهى، خرجت إلى النور فى ظروف مادية لا تحسد عليها قنوات النيل، وبسبب الوضع المادى غالباً كان لجوء القناة إلى إعادة بث مواد قديمة، سواء من الإنتاج التليفزيونى، أو الأفلام السينمائية.
وفى الحقيقة فإن ذلك من أروع ما فعلته القناة، فقد منحت المشاهدين فجأة جرعة مكثفة من الكوميديا المصرية، التى تاهت فى زحام الإنتاج التليفزيونى المتنوع فى السنوات الأخيرة، ذلك برغم أن القناة نفسها تفسح مساحة لعرض مسلسل كوميدى سورى، أى أنها تستهدف التنوع الذى يحرض على الإضحاك دون مقاطعة أى منتج عربى.
تعيد القناة عرض المسلسل الكوميدى «وانت عامل إيه» والذى أنتج من عشر سنوات تقريباً، ولعب بطولته نجما الكوميديا «محمد هنيدى» والراحل «علاء ولى الدين»، المسلسل سبق وأذيع فى رمضان، ولم تعد إذاعته مرة أخرى ما حرمه من نسبة مشاهدة أعلى، كذلك تعيد القناة عرض تنفيذ كارتونى للمسلسل الإذاعى الشهير فى ستينيات القرن الماضى «ساعة لقلبك»، فتعرف جيلا لم يستمتع بمثل هذا الإنتاج بعظماء كوميديين مثل «عبدالمنعم مدبولى» وفؤاد المهندس»، الذى تذاع أفلامه أيضاً من خلال القناة، فتعرف جمهور الصغار والمراهقين به وبكوميديا حقيقية وبعيدة عن الإسفاف. ومن ضمن ما تعيد القناة إذاعته البرنامج الشهير «لعب عيال»، الذى أنتجه «قطاع القنوات المتخصصة» منذ عشر سنوات بالتمام والكمال، وكان نقطة انطلاق النجم «أحمد حلمى» إلى الشاشة؛ حين كانت «قناة المنوعات» قادرة على اكتشاف المواهب الحقيقية واستشعار من تحيط بهم هالة النجومية، ومن متابعة حلقة واحدة للبرنامج، يمكن اكتشاف أنه من الممكن صناعة برنامج للأطفال يعتمد فى الأساس على إبداعهم أنفسهم، وتوظيف هذا الإبداع لصناعة برنامج حقيقى، موجه للأطفال لا يتعالى عليهم، ويجذب انتباههم هم والكبار أيضاً، وهى معضلة لا يزال حلها صعباً برغم كل الإنتاج المصرى الحالى الموجه للطفل.
إنتاج قديم.. لكنه لا يزال قادرا على الإمتاع، تم بث الروح فيه لملء مساحة على الشاشة، لكن المستفيد الحقيقى هو المشاهد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة