إبراهيم ربيع

لجنة أوليمبية تايهة.. يا ولاد الحلال!

الجمعة، 27 فبراير 2009 02:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄بين الجهاد فى سبيل أبوتريكة.. وفوز حسن صقر بالحزام الناسف.. وهزيمة حسن مصطفى بلمس الأكتاف

ليس جديداً الحديث عن غياب دور اللجنة الأوليمبية وهى - نظريا وعمليا المؤسسة الأهم فى إدارة شئون الرياضة المصرية.. وليس جديداً القول إن مسئوليها يعنيهم المناصب قبل الملاعب وإلا ما هددهم المهندس حسن صقر أكثر من مرة بضم دورهم إلى الأدوار المتعددة للمجلس القومى للرياضة، الذى أصبح يدير ويراقب ويحاسب ويصالح بين المتخاصمين ويفك اللجنة قطعة قطعة لإعادة تقفيلها بما يتلاءم مع السيطرة المطلقة التى تريدها الجهة الإدارية.
الجديد ليس فى غياب الدور.. بل فى غياب اللجنة نفسها.. تاهت منا وننادى عليها مثل نداء أهل الريف على شىء ضاع.. لجنة أوليمبية تايهة يا ولاد الحلال.

وأولاد الحلال الذين يجب أن يردوا على النداء هم أنفسهم الذين فكوا الحبل وتركوا اللجنة تتوه وتضيع فى الأزقة والشوارع.. ولذلك من المستبعد أن نعثر عليها بعد ذلك إلا إذا قدموها أولاد الحلال فى «نيولوك» جديد، وقالوا إنها كانت محجوزة لفترة كافية لدواعى التسمين والتجميل.. أو قدموا «واحدة» أخرى على نسق الجرائم الغامضة التى لا يستحسن فيها الحفظ ضد مجهول مادام الموضوع يشغل بال الرأى العام.

وإذا كان يهمنا جداً أن يكون فى مصر لجنة أوليمبية باعتبارها من المعالم الثابتة الحيوية فى كل دول الكرة الأرضية.. فإننا مضطرون ونحن نهز الرؤوس أسفاً ونمصمص الشفاه عجباً أن نوافق على تفكيك اللجنة سلمياً بإجراءات إدارية عليا تخالف ميثاق حماية المؤسسات الأهلية من باب أن استئصال ورم فى ساق ربما يستدعى استئصال الساق.. ونضطر أيضاً للموافقة لأن اللجنة هى التى أهملت حالتها الصحية وعرضت نفسها لأفكار «مسرطنة» فأصيبت بورم الكسل والإهمال الذى انتشر داخلها وفى كل أجهزتها الحيوية من طول فترة الإصابة.. ففقدت حياتها.

المصريون مبدعون جداً فى الالتفاف حول مصائرهم ومتاعبهم.. ليس بالنكتة فقط.. بل بالتفكير والتدبير لكى لا تزول الأزمة وإنما لتتحور من شكل إلى شكل آخر.. فأسعار السلع عندما ترتفع لا يهم أن نبحث عن وسيلة لتخفيضها، والأهم والأسهل أن نبحث عن وسيلة لتوفير القدرة على شرائها فينتهى الأمر إلى أن يضع الناس أيديهم فى جيوب بعضهم البعض.. وبدلاً من أن ندعم السلع ندعم الجريمة والرشوة والفساد.

وهذه الطبيعة يمكن أن نسحبها على حكاية القيادات الرياضية المزمنة التى نزعها حسن صقر من مواقعها كنزع جذور شجرة توت.. وبعد مقاومة خفيفة لم يضيعوا الوقت ونشطت جينات الإبداع فى الالتفاف وفاجأوا حسن صقر بفكرة المستشارين الجهنمية.. وطبعاً لن يأتى مستشار إلى اتحاد رياضى لكى يخرج مع مسئوليه فى رحلة إلى القناطر أو جنينة الحيوان استمتاعاً بصحبة قديمة وعِشرة أربع سنوات فى «أكل العيش والملح».. بل ليعيش وسط الأحداث ووسط الأضواء ووسط المصالح.. هو فقط يغير موقع مقعده حول طاولة الاجتماعات ولا يغير من أطماعه.

وكالعادة لا تنتبه أى لائحة فى مصر لكل الأشياء.. لابد أن يسقط شىء.. ولابد أن تعجز المعالجة أمام عبقرية المصريين فى الالتفاف.. ولم يكن حسن صقر مستعداً لأن يعالج إلى النهاية فيظهر فى صورة المطارد لأشخاص لا المطارد لأخطاء.. واكتفى بالقول إن اللائحة صدرت لإصلاح الأعمال لا لإصلاح النفوس.

نحن لا نحب الشباب.. ولو كنا نحبهم حقيقة لما تحدث كثير منا على استحياء عن إهمال منتخب شباب الكرة.. وعن فضيحة تنظيم كأس العالم لشباب اليد.. ولو نحبهم فعلاً لما تبجح اتحاد الكرة وهو متهم من مدرب الفريق بالإهمال الجسيم.. ولما تحدث مسئولونا ببرود أعصاب عن اتحاد اليد الذى ضاعت فى أروقته سمعة مصر، وهى ربما تستعد للاعتذار عن تنظيم البطولة وكأن المجلس القومى اكتشف فجأة أن التنظيم خاسر لأن الإيرادات المتوقعة أربعة ملايين جنيه والمصاريف المطلوبة 14 مليونا.. نسيت القيادات المرموقة بطولة عالمية كاملة تقام على أرض مصر وهى مشغولة بالمصارعة الحرة المتحررة من مصالح البلد والتى انتهت بهزيمة د. حسن مصطفى بلمس الأكتاف ورفع يد حسن صقر الفائز بالحزام الناسف.

وأخيراً أقول لكل المجاهدين فى سبيل محمد أبوتريكة.. للأسف أزعجتمونا.. وأشعرتمونا أن المنتخب الوطنى والنادى الأهلى وحسن شحاتة مصريون بالتجنيس.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة