فى فضاءٍ لا يخفى على أحد، لم يكن صعباً أن يشيع لقاء تليفزيونى، بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقاً «تسيبى ليفنى» وحاكم قطر. اللقاء أذاعته القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى، لكن السبق «للأسف» غاب عن شاشة «الجزيرة« القناة الخبرية الأولى لدى المشاهد العربى، ولم يمنعه ذلك أن يجد طريقه إلى فضاء الإعلام، عبر شاشة الإنترنت.
اللقاء التليفزيونى يظهر بوضوح استقبالا «حافلا» من الحاكم القطرى لليفنى، الحفاوة تعكس مدى الود المتبادل بين الطرفين، ولأن التسجيل لا يظهر تحديداً متى تم اللقاء ؛ إلا أنه يبدو بوضوح مدى حداثته، ما يعنى أنه تم إما قبل أزمة غزة الأخيرة، أو حينها أو بعدها!
«الحياد» الخبرى، يتطلب بالضرورة إذاعة لقاء مثل هذا، باعتبار أن شاشة «الجزيرة» هى شاشة لنقل الخبر بالأساس، وكان أجدر بها أن تنقل اللقاء باعتباره ليس خبراً وحسب، وإنما خبر شديد الأهمية، فى وقت كانت الأحداث تتجه فيه نحو التأزم فى غزة، فلا الخبر تم التعتيم عليه، ولا أنقذ ذلك ماء وجه «الجزيرة»، التى تعلن دوماً أنها تستهدف الخبر مهما كانت حدته، ومادام طالما يقع فى بلد عربى آخر غير «قطر».. بالطبع هذا ما لا تعلنه.
عندما أعلن العاملون فى الـBBC إضرابهم عن العمل، منذ أكثر من عام، كانت قنوات الـBBC، هى أول من أذاع الخبر، حتى لا يأتى من غريب! كان يمكن للجزيرة أن تفعل ذلك، لأنه لا عذر إعلاميا لديها لعدم فعله، فاللقاء تم على بعد أمتار من مقرها، وشاشات العالم مفتوحة، واللقاء لم يكن سرياً، صحيح أن مكانه يوحى بأن حاكم قطر هو من ذهب لزيارة «ليفنى»، ولم تذهب هى إليه فى مقره الرسمى، وصحيح أن إذاعة الخبر خاصة فى ذلك الوقت الحساس، كان سيثير التساؤلات حول ما إذا كان اللقاء تضمن ترتيبات تخص العدوان على غزة! أو أن اللقاء تم أثناء العدوان وهو أفظع التوقيتات! أو بعده.. فيما أعلنت قطر تجميد علاقاتها مع إسرائيل! وربما أن «تجميد» العلاقات نفسه هو ما أثار التخوفات بشأن فتح باب القيل والقال.. فلما لم يتم الإعلان عن قطعها!.. لكن ذلك كله لا يرفع المسئولية عن شاشة «الجزيرة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة