ياسر أيوب

المايسترو و أنا

لماذا نجح صالح سليم رئيسا للأهلى؟

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄رفض صالح اتفاق الرئيس السادات مع الفريق مرتجى واستقال لأنه لا يحب الرئيس الذى لا يعرف كيف يحافظ على قراره.. ورفض أن يخضع بعد سنين طويلة لتهديدات مؤسسة الأهرام.. وأصر على ألا يلعب الأهلى مع الزمالك لمصلحة ضحايا قطار الصعيد

كان صالح سليم يضحك كلما قلت له إن أكبر أخطائه سيبقى أنه فتح الباب أمام لاعبى الكرة ونجومها ليطمعوا فى رئاسة الأهلى وأنه لا أحد غيرهم أحق منهم برئاسة الأهلى، وهو ما بدأ يجرى الآن بالفعل، فبعد صالح سليم جاء حسن حمدى رئيسا للأهلى، وقد يأتى محمود الخطيب بعد حسن حمدى، وربما يأتى طاهر أبوزيد أو شوبير بعد الخطيب، ثم محمد رمضان ونادر السيد وهادى خشبة حتى تأتى الفرصة لجيل شادى محمد وبركات وأبوتريكة، وأنا بالتأكيد لا أعترض على ذلك ولا على أى لاعب كرة يحلم ويطمح إلى رئاسة النادى الأهلى، فمن المؤكد أن رئاسة النادى الأهلى شرف حقيقى وباب مفتوح للمجد وللتألق ومكانة رفيعة القدر والمستوى لأى أحد، سواء كان لاعب كرة أو لم يكن، وأنا لا أزال أذكر يوم اعترف لى حسن حمدى ضاحكا بأنه قضى سنين كثيرة يتعامل مع السعوديين كمدير لوكالة الأهرام للإعلان، وكانوا يحتفون به كثيرا ويتعاونون معه بمنتهى التقدير والاحترام لكنهم لم يقرروا أبدا أن يفتحوا له قاعة كبار الزوار فى مطاراتهم إلا بعد أن أصبح رئيسا للنادى الأهلى.

والمشكلة الحقيقية تبقى أن صالح لم ينجح كرئيس للنادى الأهلى لأنه كان لاعب كرة أو لأنه كان نجم الأهلى وقائد فريقه لكرة القدم لسنين طويلة جدا، وإنما كانت هناك أسباب وعوامل كثيرة جداً هى التى أدت إلى كل هذا النجاح، نجاح لم يكن صالح يحلم به ويسعى إليه أو يخطط له ويحاول تحقيقه، فصالح سليم، وفى حياته كلها، لم يخطط لشىء ولم يكن له جدول أعمال وأحلام لابد أن يلتزم به، فقد كان يقول لى إنه عاش حياته يوما بيوم، لم يحسب يوما خطوة أو قرارا ولم يفكر ولم يتوقع أى شىء، وكان صالح يضحك وهو يؤكد أنه لم يكن سعيداً بذلك، وكان يتمنى أن يصبح مثل أولئك الذين يعرفون تماماً ما الذى سيفعلونه اليوم وغداً وبعد عام وبعد عشرة أعوام، وحاول أن يكون، لكنه لم يستطع ولم ينجح، وبقى صالح يقوم بما يحس أنه يريد القيام به وقتها، وكانت هناك أشياء كثيرة صائبة ورائعة، وكانت هناك أخطاء كثيرة وكبيرة أيضا، وعلى سبيل المثال كان صالح يعرف أن لاعب الكره ليس مفروضا أن يدخن السجائر، لكنه قرر التدخين حين أحس أنه يريد ذلك، وبقى يلعب ويدخن السجائر، وحين هبط مستواه فى الملاعب، قرر فجأة الإقلاع عن التدخين، وبالفعل أقلع لمدة خمس سنوات كاملة قبل أن يعود إليها مرة أخرى وهو لا يزال يلعب الكرة، وكان هذا أحد أخطائه الكثيرة التى هو ليس نادماً عليها، فقد قال لى مرة إنه يعرف كم الأخطاء التى ارتكبها وقد كان من الممكن أن تغدو حياته أفضل وأجمل بدون هذه الأخطاء لكنه لو عادت به عجلات الزمن إلى الوراء فسيعيش الحياة تماما كما عاشها وبنفس أخطائها وحسناتها، لكن المفاجأة الحقيقية كانت يوم دعانى صالح للعشاء فى أحد المطاعم وهناك تحدث معى صالح لأول مرة عن كرة القدم، وكعادتى مع صالح كنت دائماً أشعر بالفارق بين ما يقوله كمجرد حوار عادى حول مائدة عشاء وبين ما يقوله كاعتراف أو كشهادة عن صالح وزمن صالح، وهى الكلمات التى كنت إما أقوم بتسجيلها بصوت صالح أو أطلب منه التوقف لحين إحضار قلم وأوراق لأكتب ما يقوله، وفى فندق شيراتون الذى أقيم فى فيلا يوسف وهبى فى الهرم، كان هذا بالنص هو ما قاله لى صالح سليم: عمرى ما حسيت إن كرة القدم هى رهانى الحقيقى، مش بس لغاية آخر يوم لى فى الملاعب، ولكن لغاية دلوقتى، أنا لعبت كورة لأنى حبيت الكورة، ولسة باحبها، ولو أقدر ألعب دلوقتى، ها ألعب، بس لأنى باحبها، وعمرى ما راهنت عليها، لأنى عمرى ما رتبت أى حاجة، ولا حتى اللعب فى النادى الأهلى، أنا رحت الأهلى بس لأنى كنت عايز ألعب كورة، وفى الزمن بتاعى، ما كانش فى حاجة تستحق الحساب، بالكتير قوى، ها تبقى لاعب فى النادى الأهلى، حاجة شرفية فقط، ولو بقيت لاعب كويس ها يبقى فى تقدير شخصى يسعدك، لكن النهاردة، أكيد لاعب الكورة لازم يحسبها، الكورة النهارده فلوس وسفريات وتليفزيون وجرايد وأبواب كتيرة يمكن تتفتح، وكل دى حاجات لازم تتحسب.

ولست أريد أن أطيل وأسرد كل ما قاله صالح فى تلك الليلة، ولكننى فقط أريد أن أتوقف أمام عوامل ساهمت فى نجاح صالح سليم كرئيس للنادى الأهلى قبل أن يصبح رئيسا بالفعل للأهلى، فإلى جانب الحياة بدون حسابات أو خطط أو مطامع، كانت هناك عوامل أخرى تستحق التوقف والتأمل، مثل الكبرياء والاعتزاز بالنفس، وهو ما يمكن تفسيره بحكاية جرت عام 1974 وصالح عضو بمجلس إدارة الأهلى ومشرف على فريق كرة القدم، بينما كان الفريق مرتجى هو الرئيس وكمال حافظ وكيلا للنادى، وواجه الأهلى مشكلة نقص الموارد، واجتمع مجلس الإدارة وقرروا ألا يسمحوا بإذاعة مباراة النادى المقبلة مع الزمالك للضغط على الدولة لتدفع للأهلى مستحقاته، واعترض صالح على القرار مقتنعا بأن الدولة لن تسمح بعدم إذاعة مباراة للأهلى والزمالك، ولم يقبل الآخرون باعتراض صالح، وأصروا على عدم الإذاعة، واتفقوا على التقدم باستقالاتهم لو أذاع التليفزيون المباراة، وانصرف صالح متضامنا مع القرار لأنه رأى الأغلبية، ومستعدا للاستقالة لو أذيعت المباراة، وبعد انصراف صالح اتصل ممدوح سالم رئيس الوزراء بالفريق مرتجى ليبلغه بأن الرئيس السادات يطلب منه إذاعة المباراة، ووافق الفريق مرتجى فى المكالمة نفسها على إذاعة المباراة، وعرف صالح بما جرى، وثار كما لم يثر من قبل داخل النادى الأهلى، فقد أحس بالإهانة، وقال للفريق مرتجى إنه كان لابد أن يعود للمجلس قبل أن يقرر أى شىء، فالأهلى يحكمه مجلس إدارة وليس الفريق مرتجى وحده، وقال لى صالح فيما بعد إن أكثر ما أزعجه هو أن يقرر الرئيس، أى رئيس، قرارا لا يستطيع أن يحافظ عليه أو يتمسك به، فالرئيس يمكن أن يقرر ويخطئ، وبالتأكيد سيغفر الناس له هذا الخطأ، لكن لا أحد يغفر للرئيس أن يبدو ضعيفاً أو عاجزاً، وكان صالح هو الوحيد الذى استقال وقتها احتجاجاً على ما جرى، وهذا هو ما جعل صالح سليم بعد سنين طويلة جداً يخوض صداما قاسيا مع مؤسسة الأهرام، حين اتفق إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام مع الرئيس مبارك أثناء زيارة لواشنطن على إقامة مباراة بين الأهلى والزمالك لمصلحة ضحايا حادث قطار الصعيد، ونشر الأهرام فى اليوم التالى خبراً عن هذه المباراة والاتفاق عليها، ولم يقبل صالح ولم يوافق على أن يلعب الأهلى هذه المباراة، ومورست ضغوط هائلة - كنت شاهدا عليها كلها - على صالح ليتراجع عن قراره، ونقل لى حسن المستكاوى تهديدات على غنيم مدير عام المؤسسة لصالح بأن الأهرام سيقود حربا للهجوم على صالح سليم وتشويه صورته أمام الناس، ولأننى كنت الوحيد الذى يتكلم مع صالح أثناء تلك الأزمة، فقد أبلغت الأهرام رفض صالح النهائى لعب هذه المباراة مهما كان الثمن أو العواقب، حتى لو أدى الأمر إلى حل مجلس صالح سليم أو إلقاء القبض عليه، قال لى صالح أن أبلغ الجميع سواء فى الأهرام أو غير الأهرام أن الأهلى لن يلعب هذه المباراة ما بقى صالح رئيسا للأهلى، لأنه لم يأت اليوم الذى يصحو فيه رئيس الأهلى ويقرأ فى الصحف أن الأهلى سيلعب مباراة لا يدرى عنها شيئا رئيس النادى ومجلس إدارته.

لم يخف صالح لا من الرئاسة ولا من الأهرام ولا من أى أحد، وبالربط بين الحكايتين القديمة الخاصة بالفريق مرتجى والرئيس السادات، والحديثة الخاصة بالأهرام وضحايا قطار الصعيد، يتبين أحد أهم العوامل التى صنعت نجاح صالح سليم كرئيس للأهلى. أما العامل الآخر الذى لم يكن أقل أهمية أو ضرورة، فهو الحب، ولم يكن صالح فى أى يوم مجرد رئيس للأهلى، وإنما كان العاشق الأعظم للنادى الأهلى، وبسبب هذا الحب، تعرض للعديد من حملات الانتقاد والتجريح الموجعة، وكانت التهمة سابقة التجهيز التى يخرجها البعض من أدراجهم كلما احتاجوا إليها هى الديكتاتورية، هى أن صالح يدير الأهلى كما لو كان يدير عزبة تركها له السيد والده، كانت هذه الاتهامات لا تظهر إلا فى مواسمها فقط، وبعد كل موسم كانت تعود مرة أخرى لأدراجها وعلبها، إذ إنها لم تكن اتهامات حقيقية، ولا كان أصحابها يعنونها، وإنما كانوا فقط يلجأون إليها كلما احتاجوا إليها وبعد أن كبر صالح كثيراً وجداً وإلى حد أن مجرد التصدى له ولو بالكذب والادعاء والافتراء يصبح بطولة قد تأتى بمزيد من الشهرة أو الاهتمام والأضواء، وكان من الملاحظ أن أكثر الذين بكوا صالح بعد رحيله كانوا هم الذين طالما هاجموه واتهموه بالديكتاتورية وغيرها، وإذا كان لم يصدق أحد اتهاماتهم وشكاواهم فى حياة صالح فإن الكل صدقهم فى حزنهم وبكائهم غياب صالح ورحيله، فكل من اقترب من صالح أدرك فداحة خسارة هذا الغياب والرحيل، أما الذين عملوا مع صالح بداية من حسن حمدى أقرب أصدقاء صالح وحتى أصغر من عمل معه فى مجلس الإدارة، فعرفوا بالممارسة والمعايشة أن صالح لم يكن ديكتاتوراً ولا سبق أن تعامل مع الأهلى على أنه العزبة الخاصة بأسرته، بل كان صالح شديد الديمقراطية إلا فيما يتعلق بحقوق الأهلى وكبريائه، وعلى سبيل المثال أملك شهادة طويلة ورائعة للمستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام الحالى، عن صالح الرئيس، والذى سبق أن عمل مع صالح طويلاً داخل مجلس إدارة النادى الأهلى، واختلف معه واتفق ولكن لم يفقد الاثنان لا الصداقة والتقدير ولا الاحترام المتبادل، وأكد المستشار عبدالمجيد محمود أن صالح لم يكن ديكتاتوراً، ولم يكن يرفض الحوار والنقاش، لكنه كان يرفض أى تنازل أو تفريط فى أى حق من حقوق الأهلى، وفى تلك الشهادة أيضاً يحكى المستشار عبدالمجيد محمود عن الخلاف الأكبر بينه وبين صالح سليم وذلك قبل وأثناء انتخابات عام 1992 والتى كان فيها الدكتور حسن مصطفى منافسا لصالح على رئاسة الأهلى، وراح كثيرون يحاولون وينشدون الوقيعة بين الرجلين، فذهب المستشار عبدالمجيد محمود مع اللواء فؤاد علام إلى صالح سليم فى بيته، وكان اللواء فؤاد علام، الزملكاوى، من أقرب أصدقاء صالح، وهناك فى البيت احتضن صالح عبدالمجيد محمود قائلاً له إن أحداً لا يمكنه إفساد علاقة الود والاحترام، قال المستشار عبدالمجيد محمود أيضاً إنه على الرغم من العلاقة الدائمة والخاصة جداً فأن صالح أبدا لم يطلب أى مصلحة خاصة به أو بأى عضو فى أسرته. أما ياسين منصور، والذى عمل طويلاً واقترب كثيراً من صالح سليم كعضو بمجلس إدارة الأهلى، فقد قال لى إن صالح أبدا لم يكن ديكتاتورا، وهو كان يسمع بهذا الاتهام قبل أن يدخل مجلس الإدارة، ولكنه حول مائدة الاجتماعات فوجئ بصالح يسمع الجميع ويناقش كل رأى ويستعرض كل الآراء قبل أن اتخاذ أى قرار، ويشهد ياسين منصور على أن صالح أبدا لم يتخذ أى قرار كرئيس للأهلى من أجل مصلحة شخصية أو نتيجة هوى وميل ومجاملة لأى أحد، بل كانت دائما مصلحة الأهلى هى دافعه الأول والأخير، ولعل أشهر أو آخر مثال على ذلك كان يوم أصر صالح على ألا يلعب إبراهيم سعيد مرة أخرى للنادى الأهلى بعد واقعة هروبه إلى بلجيكا قبل مباراة فاصلة فى الدورى بين الأهلى والزمالك، ولم يبد أن هناك من أو ما يستطيع إجبار صالح على التراجع عن هذا القرار، لكن حسن حمدى نائب رئيس النادى الأهلى وأقرب الناس لقلب صالح سليم وثقته وحبه جلس معه وناقشه فاقتنع صالح وعاد إبراهيم سعيد يرتدى الفانلة الحمراء رغم إصرار صالح السابق على ألا يرتديها هذا اللاعب مرة أخرى. كان عناد صالح السابق وإصراره على قرار استبعاد إبراهيم سعيد من أجل الأهلى، وكان تراجعه عن قراره أيضا من أجل الأهلى، وقبل واقعة إبراهيم سعيد كانت هناك أزمة صاحبت المباراة النهائية لكأس مصر، حيث كان من المفترض أن يلتقى الأهلى والإسماعيلى فى ستاد القاهرة وقرر اتحاد الكرة إقامة المباراة ليلا، وثار النادى الإسماعيلى وطالبوا بإقامة المباراة عصرا، وعرض اتحاد الكرة الأمر على النادى الأهلى فأصر صالح سليم على التمسك بموعد المباراة كما سبق وحدده اتحاد الكرة، ولم يعد هناك ما يوحى بأن صالح يمكن أن يبدل رأيه أو يتراجع عن موقفه، وكان صالح وقتها فى بيته، وذهب للنادى الأهلى، وهناك عاود صالح التأكيد على أنه لن يتراجع ولن يقبل إقامة المباراة عصرا، ولكن مكالمة تليفونية واحدة غيرت موقف صالح واضطرته لأن يتراجع بالفعل عن موقفه، كانت المكالمة من المهندس إسماعيل عثمان رئيس مجلس إدارة النادى الإسماعيلى، وفى هذه المكالمة قال إسماعيل عثمان لصالح إنه يرجوه الموافقة على إقامة المباراة عصرا لأن جماهير النادى الإسماعيلى التى تود أن ترافق فريقها لاستاد القاهرة لتكون معه وهو يلعب المباراة النهائية لكأس مصر لن تستطيع ذلك لو أقيمت المباراة ليلا، خاصة أنه من بين هذه الجماهير أطفال وشباب يحبون الدراويش ولكن السفر ليلا للقاهرة ثم العودة للإسماعيلية آخر الليل سيغدو أمرا فوق طاقتهم وقدرتهم، وما إن قال إسماعيل عثمان ذلك حتى وافق صالح على الفور على إقامة المباراة عصرا بشرط أن يوافق الجهاز الفنى للنادى الأهلى، وحين أبلغ ثابت البطل مدير الكرة وقتها صالح سليم بموافقة الجهاز الفنى أعلن صالح موافقته على تعديل موعد المباراة لاتحاد الكرة وللنادى الإسماعيلى، وقال صالح يومها إنه لم يقبل أن يلعب الإسماعيلى بدون جمهوره فى نهائى كأس مصر، ولم يشأ أن يحرم أطفال الإسماعيلية وشبابها من أن يقفوا ويسافروا خلف فريقهم، قال صالح يومها أيضا إنه لو كان قد تمسك بموقفه وأقيمت المباراة ليلا بدون جماهير الإسماعيلية وفاز الأهلى بكأس مصر لكان سيصبح فوزا رخيصا وجبانا لا قيمة له ولا معنى، وأقيمت المباراة بالفعل عصرا وفاز بها الإسماعيلى دون أن يعرف كثيرون من جماهيره موقف صالح سليم الذى كان دائم الانحياز للناس ضد أية سلطة أو قوة لم يكن صالح ديكتاتورا، ولا كان رئيسا متعاليا لا يحترم رأى زملائه فى أى مجلس إدارة وخبراتهم ومشورتهم، كان لا يعتقد مطلقا أن الرئيس هو رجل كل مهمته وواجباته هى إصدار الأوامر والقرارات، ليس هذا هو الرئيس، الرئيس الحقيقى الناجح هو الذى يعرف كيف يمنح يعملون معه ثقتهم فى أنفسهم، والأهم كيف يحتفظون بهذه الثقة مهما توتر الجو حولهم ومهما ازداد الهجوم عليهم، وهذا ببساطة ما كان صالح يمارسه مع زملائه أعضاء مجلس الإدارة أو مع لاعبى النادى الأهلى وجهازهم الفنى والإدارى، كان هذا هو دوره الحقيقى كرئيس للنادى الأهلى، وحتى نهاية مشواره بقيت مهمة صالح هى الدفاع عن كبرياء وصورة زملائه فى مجلس الإدارة، وهكذا، كان صالح هو أحد مفاتيح الاستقرار الذى تميز به النادى الأهلى لسنوات طويلة.

وبالحب، حب الأهلى، نجح صالح سليم كرئيس للأهلى، وهو بالضرورة ليس حب صالح سليم الإنسان العادى للأهلى، فقد كان ممكنا للعاشق الرئيس أن يتغاضى عن مشاعره الشخصية مقابل مصلحة الأهلى، أما فى حياته العادية فلم يكن ممكنا أن يتغاضى عن أية أحاسيس خاصة، وعلى سبيل المثال كان صالح على استعداد لتوظيف من لا يحبهم لأن الأهلى يحتاجهم، وكان ممكنا أن يعاقب الذين يحبهم ويخرجهم من الأهلى لأنهم أخطأوا فى حق الأهلى، وكان يقول لى إنه يحب ويكره فى شركته الخاصة وفيما يملكه كصالح سليم، كما كان صالح أيضا، لا يحب كإنسان الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، لأنه كان يقول فى كل مكان إنه يحب النادى الأهلى بينما تبقى الحقيقة هى أن عبدالحليم حافظ لم يحب إلا عبدالحليم حافظ، وفوجئ صالح بعد خسارة الأهلى نهائى الكأس أمام الاتحاد السكندرى بعبدالحليم يذهب للإسكندرية ويغنى ويحتفل مع أبناء الاتحاد، ومن يومها لم ينس صالح سليم ذلك لعبدالحليم، حتى إن بقيت العلاقة بينهما قائمة فى إطار مجموعة الأصدقاء القدامى منذ فيلم أيامنا الحلوة، عمر الشريف وأحمد رمزى، ولم يعد عبدالحليم صديقا لصالح سليم، بعكس أم كلثوم وتحية كاريوكا وعبدالله فرغلى.

لمعلوماتك...
1967 قرر صالح سليم اعتزال لعب كرة القدم
101 عدد الأهداف التى أحرزها صالح فى مسيرته الكروية

الحلقة الأولى: كبرياء الأهلى.. وحكاية رئيس اسمه صالح سليم
الحلقة الثالثة: عاشق الأهلى.. الذى رقص التانجو بسبب حسن حمدى.. وقرر أن يضرب لاعبى الزمالك
الحلقة الرابعة: الذين أحبهم.. والذين أبدا لم يحترمهم صالح سليم
الحلقة الأخيرة.. صالح سليم.. الذى لم يكن شيطانا.. ولا ملاكا أيضا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة