جمال العاصى

شحاتة والذين معه!

الخميس، 24 ديسمبر 2009 07:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أستطيع أن أكتم غيظى بعد معرفتى أن الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى المصرى بقيادة حسن شحاتة قد سافر إلى الإمارات بدعوة خاصة جداً.. وسر غضبى وغيظى، أن هذه السفرية قد جعلتنى أتذكر يوم أن سافر المنتخب وجهازه الفنى إلى الإمارات أيضاً، عقب الوصول إلى القاهرة بعد الفوز بكأس الأمم الأفريقية بغانا.. وقتها لم يفكر هؤلاء فى الاحتفال وسط الجماهير المصرية أولاً.. بل فضلوا الذهاب إلى علب الدينارات فى الإمارات، واليوم ذهب شحاتة وأعوانه أيضاً بعد غيابه أكثر من شهر، وعقب الهزيمة فى أم درمان، وكنت أود أن تكون الإطلالة الأولى لشحاتة وأعوانه فى حوار صحفى أو لقاء تليفزيونى، ليطمئن الشعب المصرى على الجهاز الفنى للمنتخب، لأن ما لا يعرفه المدير الفنى، أنه رغم الألم الشديد والجرح الغائر الذى أصاب المصريين بعد ضياع حلم الوصول لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، فإن هناك تعاطفاً نفسياً وإنسانياً مع المدير الفنى، ربما لأن الجماهير المصرية عرفت حجم الأحزان التى عاشها شحاتة عقب الهزيمة أمام الجزائر فى استاد أم درمان.. ربما لأنهم علموا بحالة الاكتئاب والانطواء التى عششت ولفت أرجاء منزل المدير الفنى، حتى إنه ظل يبكى ثلاثة أيام متواصلة عقب الخروج والهزيمة وضياع الحلم.. ولذا كنت أتمنى أن يظل شحاتة على أحزانه فى منزله، وتكون لحظة خروجه على الهواء فى التليفزيون المصرى ليقدم آمالاً جديدة وطموحات للمرحلة القادمة، تطمئن جماهير الكرة المصرية عن أفكار وأوضاع المنتخب، وهل مشاركتنا فى كأس الأمم الأفريقية فى أنجولا شرفية أم أننا ذاهبون للانتصار.. أزعم أن المدير الفنى والجهاز المعاون له يعرفون جيداً أن الشعب المصرى لا يحتمل إحباطات جديدة، ولا يستطيع أن يقدم أعذاراً أخرى بعد الإخفاق فى الوصول لكأس العالم.. أعرف أن المدير الفنى مازال فاقداً لتوازنه إثر الخبطة الكبرى والهزيمة المباغتة أمام الجزائر.. أعرف أن حلم الوصول لكأس العالم كان على أعتاب مصر والمصريين.. أعرف أيضاً أن الارتباط النفسى والعاطفى والذى يصل إلى حدود الصداقة بين المدير الفنى والرئيس مبارك، سبب لحسن شحاتة أزمة شديدة لأنه لم يستطع أن يعمل أو يحقق وصية الرئيس، ولكن إذا أراد شحاتة أن يعيد للمصريين جزءاً من حقوقهم التى تاهت فى شوارع أم درمان، وإذا أراد أن يعيد هيبة الكرة المصرية، ويعيد أيضاً للجماهير ثقتها التى اهتزت كثيراً فى الفترة الأخيرة، فعليه أن يلملم جهازه الفنى ولاعبيه سريعاً، ويشحن بطاريات الجميع بأسلاك الفوز، ويجدد أحلاما وطموحات، أو يولد آمالاً جديدة لهؤلاء اللاعبين، وأن يتخلى سريعاً عن فكرة المعايشة والعشرة الطويلة لبعض اللاعبين ويضع معايير حقيقية لاختياراته، ويعرف أن الجرأة المحسوبة طريقه للنجاح دائماً، ويعيد بشفافية وقلب مفتوح رؤية ومشاهدة مباراتنا أمام الجزائر فى أم درمان، ليعرف أسباب القصور والتراخى وقلة الحيلة، ويعرف أيضاً أن أنجولا وبطولتها تحتاج إلى لاعبين يملكون السرعة والمهارة والمرونة التى تلاشت من صفوف منتخبنا فى المرحلة الأخيرة نظراً لأن هناك أكثر من ستة لاعبين يشاركون ومتوسطات أعمارهم تتجاوز الـ30 عاماً.. تقع على أكتاف المدير الفنى حمولات ذات أوزان ثقيلة.. فالجماهير المصرية تحتاج إلى مصالحة وإلى ترطيب لنفوسها بعد مباراة الجزائر بما فيها من قسوة، ربما كانت أكثر من الواقع بسبب الإعلام وتداعياته، ولكن الجرح الذى يحتاج إلى مضادات حيوية قوية المفعول ربما تضمدها، وأزعم أن الدكتور شحاتة قادر على تضميد تلك الجراح ولكن عليه أن يعود مرة أخرى ويشحن بطارياته النفسية لأن فاقد الشىء لا يعطيه.

لا أدرى لماذا طرح بعض الزملاء الصحفيين سيناريو آخر لمباراتنا أمام الجزائر حين قال: ألم يفكر أحد ماذا لو كان صفوت الشريف وزيراً للإعلام.. هل كانت حالة الغضب الشعبى والجماهيرى قبل وأثناء وبعد المباراة ستكون بهذه الصورة ؟.. هل حالة الزيف الإعلامى التى صورت المشهد بشكل غير مسبوق وكأنها حرب أهلية دارت رحاها فى الخرطوم ستكون بهذا الحد؟.. وهل كان صفوت الشريف سيترك الإعلام الفضائى الخاص يقول ما يشاء دون وعى ودونما أى حسابات سياسية ويترك البعض يوجه سيل الاتهامات فى صدور الجزائريين بلا حساب؟ أم كان سيعقد جلسة سريعة بالطبع ليست توجهات ولكن سيضع استراتيجية عامة لسياسة الإعلام الفضائى الرياضى فى مرحلة مباراة الجزائر؟ وربما كان سيختصر الكلمات والتحليلات على لعبة كرة القدم فقط دون المزايدة ودون المعايرة للإخوة الجزائريين.. ربما كان الإحراج العام للجزائر سيكون المنهج.. نعم صفوت الشريف كان قادراً على ردع جماهير الجزائر وكان قادراً أيضاً على عدم وصول الألم إلى نفوس المصريين.. الأزمة أن الوزير أنس الفقى ترك الحبل على الغارب.. لا أدرى لقصور عام فى شخصيته الإعلامية أو عدم وعى بعلاقات مصر العربية أو وجدها رغبة فى الظهور العام والوجاهة وقيادة البلاد فى ساعات ما بعد المباراة حتى أنه أعلن رقم هاتفه المحمول على الشاشة.. إذا أراد الفقى أن يتعلم فعليه أن يعود ويفتح ملف أزمة مصر فى فوضى الأمن المركزى عام 1985 والتى كانت كفيلة بأن تشيع الفوضى فى البلاد، ولكن حكمة صفوت الشريف كوزير إعلام جعل تلك الأزمة تمر دون أن يشعر أحد بما يجرى.. يبدو أن أنس الفقى قد سقط سقوطاً ذريعاً فى ملحمة أم درمان، ويبدو أن هناك وجوهاً كثيرة وشخصيات مهمة قد فضحها أداؤها المتردى فى تلك الأزمة، ولذا فنحن مازلنا فى انتظار التغييرات الوزارية ربما سيكون فيها عقاب لهؤلاء المقصرين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة