على درويش

أسوة حسنة

الخميس، 08 أكتوبر 2009 09:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الله تعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.. » قد يظن بعض الناس أن العبادة هى الصلاة والصيام وبقية الشعائر فقط، ولكن العبادة هى هذه الشعائر، وهى أيضا الطاعة فى أسمى صورها.. الطاعة كما يريدها الله من عباده.. «اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».. وأن يعبد الإنسان الله مخلصا له الدين ولو كره الكافرون.. والكافرون كثيرون منهم الذاتى ومنه الخارجى.. والمطلوب فى كلا الحالتين المواجهة الصارمة.. «إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص». ولقد قال الله تعالى إنه يريد من الإنس والجن العبادة، أى أنه يريد بمعنى آخر هذه الطاعة فى عالم الظاهر وأيضا فى عالم الباطن، لأن الجن والإنس يمثلان عالم الباطن والظاهر. إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يكون ظاهر الإنسان هو باطنه، وباطنه هو ظاهره، لينتفى النفاق من الحياة والانفصام، ويصبح الإنسان أمة واحدة مؤمنة بالله جل جلاله سعيدة بما قسم لها ربها، وقانعة وفى غبطة من قيام هذه الوحدة وانتفاء حياة الانفصام ومن ثم تنسجم حركتها مع حركة الوجود فتنضم إلى العالم العلوى فى التسبيح والتهليل والإنشاد بعظمة الخالق سبحانه وتعالى.

ورسولنا العظيم «ولكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر» كان عليه الصلاة والسلام ولا يزال رحمة للعالمين «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» مستمرة وليست رحمة موقوتة أو رحمة مرتبطة بشخص أو بمكان, والرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام قال إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار، ليحذرنا بأن المقر الأخير للنفاق هو الدرك الأسفل من النار، ويا له من مستقر، ويحذرنا عليه الصلاة والسلام بأن العلاج هو شىء حتمى وضرورى لتحقيق السلام الداخلى للإنسان «افشوا السلام بينكم» فلا سلام مع الانفصام، لأن المنافق لا يثق فى الله سبحانه وتعالى، والذى لا يثق فى الله العزيز الكريم يصبح مطية للشيطان «ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم»، والذى يرضى بأن يكون مطية للشيطان فذلك الملعون المطرود من رحمة ربه سيقود الإنسان إلى الدرك الأسفل ثم يتنصل منه. ولقد نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكون فمنا (الذى يعبر عن العالم الداخلى للإنسان) رطبا بذكر الله لأن رب العزة قال «اذكرونى أذكركم....» والذى يذكره الله سبحانه وتعالى لا يعذبه ومن لا يعذب يدخل جنة الرحمن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة