وقفات احتجاجية، إيقاد الشموع، تصريحات تعبر عن الأسر والحزن وعدم قدرة الفنان على ممارسة عمله، وأغان تبثها الفضائيات تضامنا مع غزة، وما يجرى على أرض فلسطين.. هل هذا فقط ما يستطيع الفنان فى وقتنا الحالى القيام به، ولماذا بات دورهم يقتصر على التصوير مع أكبر عدد من الفضائيات، مرددين تصريحات نارية عنيفة من باب «لازم نحارب.. لازم نلغى الاتفاقية» مثلما أكد السيد راضى رئيس اتحاد النقابات الفنية والفنان وحيد سيف، وكان التصريح الأكثر دهشة بالنسبة لى من نصيب فيفى عبده عندما قالت «هنستنى إيه ياخويا لما ييجوا لنا مصر».
وكأن من سيطلق تصريحات أكثر سخونة سيكون الأكثر ولاءً وهمّا بالقضية، بعيدا عن أى دور فاعل وحقيقى على أرض الوطن.. أذكر أن الفنانين المصريين والعرب فيما بعد نكسة 67 كانوا أكثر هما ودورهم أكثر إيجابية، عندما قامت مثلا أم كلثوم بخلع قرطها وعقدها الماسى كبداية لحملة جمع تبرعات لصالح المجهود الحربى، ثم استكملت ذلك بجولات فنية بالدول العربية والأوربية فى باريس وموسكو لتجمع أكبر قدر من التبرعات، وكذلك فعل عبدالحليم حافظ، وغيرهما من الفنانين.
ومثلا قامت نادية لطفى مع محسنة توفيق بتنظيم ما يسمى بالقوافل الطبية، حيث ذهبت إلى المرضى والجرحى، ولا يستطيع أحد أن ينسى ما كانت تقوم به القديرة تحية كاريوكا فى زيارة المرضى وجمع التبرعات واثقين من أن رفع الروح المعنوية للمقاومين والمناضلين شىء هام وضرورى فى مثل تلك الظروف.
اليوم أصبح فنانونا يكتفون فقط بالهتافات والشعارات وكأن لسان حالهم يقول «عملنا اللى علينا وزيادة»، ولماذا لم نعد نسمع عن فنان تبرع بأجر حفلاته لصالح ضحايا مجزرة غزة، وعندما تحمس عمرو دياب لذلك تبرع فقط بجزء من أجره، وكأنه «حرام» تخصيص أجره لشراء أدوية أو غذاء للفلسطينيين المنكوبين.. هل أصبح من الصعب أن يفكر نجم بحجم عادل إمام فى تخصيص إيرادات شباك تذاكر مسرحيته لصالح غزة، ولماذا لم نسمع أن عددا من منتجى السينما المصرية وأصحاب دور العرض، قاموا بتخصيص جزء من إيرادات الحفلات السينمائية لدعم أهل غزة.
المفارقة أن نجومنا الكبار ومنهم عادل إمام ويسرا وهم من يشغلون مناصب سفراء للنوايا الحسنة لم نسمع منهم شيئا سوى بعض التصريحات القليلة جدا أو بمعنى آخر «كلمتين وبس» فى عدد من الصحف تؤكد على حزنهم على ما يحدث فى غزة، حتى أنهم لم يحضروا الوقفة الاحتجاجية التى نظمتها النقابة، وكأن الأمر لم يعد يعنيهم من قريب أو بعيد.
والغريب حقا أن مطربينا اكتفوا بإلغاء حفلاتهم وسارعوا جميعا فى إعلان ذلك، رغم أن بعض هذه الحفلات ألغيت لأسباب تتعلق بعدم بيع عدد كبير من التذاكر، إلا أن البعض ركب الموجة وقام بنشر إعلانات فى الصحف تؤكد أنهم ألغوا حفلاتهم تضامنا وتعاطفا وحزنا على غزة. و لكنى أتساءل ما الأكثر إفادة للقضية الفلسطينية وشعب فلسطين والأوضاع فى غزة، فى تلك الحالة هل هو مجرد إلغاء حفلة أم تخصيص دخلها فى حملة تبرع لمنكوبى العدوان الإسرائيلى؟.
لا نطلب المستحيل من الفنانين ولكنه أبسط تعبير ومساندة إيجابية للقضية الفلسطينية، فليس بالشموع والوقفات وحدها يتضامن الفنان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة