إبراهيم ربيع

نحن مغرورون

الخميس، 18 ديسمبر 2008 05:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسابق المصريون لكى يفسروا أسباب خسارة الأهلى من باتشوكا المكسيكى فى أولى مبارياته فى كأس العالم للأندية.. وكالعادة وزعوا الأسباب على أطراف عديدة اعتبروا أيا منها سببًا رئيسيًا فى النتيجة المخيبة للآمال والصادقة لطموحهم وأحلامهم بأن يشاهدوا الأهلى يذهب إلى مواجهة مانشستر يونايتد فى النهائى.. ربما يكون كل اتهام موجه إلى لاعب أو مدرب أو طريقة لعب صحيحا ومقبولاً.. إلا أن هؤلاء المتسائلين المستغربين عن أسباب الهزيمة لا يريدون أن ينظروا لأنفسهم أولا قبل أن ينظروا إلى الآخرين.. فهم مشجعون وإعلاميون وعدد من الذين يحبون وصفهم بالخبراء.. ولو ألقوا نظرة سريعة على الأجواء التى صنعوها وأحاطوا بها الأهلى قبل السفر إلى اليابان لأدركوا أنهم أيضا داخل دائرة الاستفسار والمساءلة.. فقد شاركوا جميعا فى «زفة» لا علاقة لها بالمنطق، رغم أنهم شاهدوا الأهلى يتراجع فنيا فى الدورى المحلى ويتعرض لهزيمة مستحقة من اتحاد الشرطة ويستعصى عليه الفوز أمام إنبى وهو متقدم 3/1.

هؤلاء اعتبروا الدعاية للأهلى من بين أساسيات الأداء، وفوضوا الفريق للفوز فى كل زمان ومكان دون اعتبار لحالة المنافسين، وكأن الأهلى مكتوب عليه أن يفوز فى أى وقت وفى ظل أى ظروف.. هذه الحالة من البهجة الدعائية والإعلامية وتضخم عواطف الجمهور حدثت فى النسخة الأولى التى شارك فيها الأهلى وأدت إلى صدمة الهزيمة من اتحاد جدة السعودى.. لم تتذكر هذه «الزفة» تأثير عدم الموضوعية على أداء الفريق.. ولم يلفت انتباهها أن النسخة الثانية تخلصت من هذا العيب فتألق الأهلى وأحرز المركز الثالث..

مشكلتنا فى مصر أننا نهرب من دروس الماضى.. نراها ولا نحب أن تعيش معنا ونستفيد منها.. نختار من ماضينا ما يخدم دعايتنا لأنفسنا.. فنتباهى ببناء الأهرامات ولا نهتم أن نكون فى مثل حضارة وتقدم من بناها.. لا نحب أن نتعب ونفضل أن ندخر نصف التعب لعل الحظ يحل محله.. وفى حالة الأهلى قال الجمهور والإعلاميون والخبراء آراء متناقضة فى فريق باتشوكا.. وكل رأى قالوه أرادوا أن يفرضوه على الآخرين كحقيقة.. وكان مضحكا أن يتوه الناس ولا يعرفون من هو هذا الفريق الذى ينتظر الهزيمة من الأهلى.. واكتشفوا بعد المباراة أنهم انقادوا كالقطيع وراء حملة تضليل أو على الأقل حملة «تشتيت» الانتباه.. ليقولوا بعد ذلك إذا فاز الأهلى فإن معجزة تحققت وإذا انهزم فالحظ كان سيئا واللاعبون ومدربهم مخطئون.. دون أن يهتم أحد بأن يقول كلمة واحدة عن الفريق الآخر الذى كانت قوته وتفوقه سببا مباشرا لفوزه.. فكيف يكافئنا الملعب ويمنحنا فوزا، وكيف يساعد الحظ فريقا لا يستحق هذه المساعدة؟!.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة