تواصل جماعة الإخوان تلقي الضربات القانونية والسياسية على الصعيد الدولي، بعد أن صنفتها دول عدة كمنظمة إرهابية، في خطوة تعكس القلق العالمي من توسع نفوذها وتأثيرها على الأمن والاستقرار في القارات كافة، من أوروبا التي كشفت فيها السلطات عن مراكز تمويل وأنشطة أيديولوجية مشبوهة، إلى الولايات المتحدة وآخرها فلوريدا التي أدرجت الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، وصولًا إلى أمريكا اللاتينية حيث صنفتها الإكوادور رسميًا كتهديد أمني، تبدو تحركات الإخوان في تراجع تحت الضغط الدولي المتزايد.
الإكوادور تصنف الإخوان إرهابية
وصنف الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا، جماعة الإخوان كـ منظمة إرهابية بموجب المرسوم رقم 239**، داعيًا أجهزة الاستخبارات لدراسة تأثير الجماعة بين المجموعات المسلحة في البلاد، ويشير المرسوم إلى أن الجماعة تهدد المدنيين، والنظام الدستوري، وسيادة الدولة وسلامتها.
صنف الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا، جماعة الإخوان على أنها منظمة إرهابية، وذلك من خلال مرسوم يدعو أجهزة الاستخبارات في البلاد إلى دراسة تأثير الجماعة بين المجموعات المسلحة المعروفة في الدولة.
الإخوان تهدد المدنيين والنظام الدستورى
ويشير المرسوم رقم 239، الموقع في 2 ديسمبر، إلى أن هذه الجماعة تمثل تهديدًا للسكان المدنيين، والنظام الدستوري، وسيادة الدولة وسلامتها، وفقا لصحيفة التيمبو.
ويستند هذا القرار إلى وثائق وتقارير رسمية تشير إلى أن أنشطة الجماعة قد تؤثر على الأمن الداخلي للإكوادور، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لتقييم مدى تهديدها للبلاد وضمان سلامة المواطنين.
المثلث الحدودى
ويأتي هذا التصنيف استنادًا إلى وثائق رسمية وتقارير أمنية توضح أن أنشطة الإخوان في أمريكا اللاتينية تمثل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الإقليمي، خصوصًا في مناطق ضعف الرقابة الأمنية والاقتصادية مثل الثلث الحدود بين باراجواي والبرازيل والأرجنتين، حيث تنشط الجماعة في إنشاء شبكات تمويل وأنشطة أيديولوجية، إضافة إلى علاقات مع عصابات مخدرات وتهريب أسلحة وغسل أموال.
أوروبا تتخذ إجراءات صارمة ضد الإخوان
وشهدت القارة في السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا لنفوذ الإخوان، حيث تسعى الجماعة للتغلغل في المؤسسات الدينية والاجتماعية لتعزيز حضورها السياسي، ما يزيد خطر التطرف العنيف ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد تقرير المرصد الدولي لدراسات الإرهاب وجود خمسة مراكز رئيسية للإخوان في إسبانيا، أبرزها في كتالونيا وفالنسيا، مع تسجيل 14 عملية أمنية مرتبطة بالنشاط الإرهابي خلال 2025، مما يعكس توسع النفوذ الأوروبي أيضًا.
وفي فرنسا، كشفت الحكومة عن ارتباط 139 مسجدًا و21 مدرسة و280 جمعية بالجماعة، تعمل ضمن منظمات محلية بارزة مثل "مسلمو فرنسا"، حيث تعتمد الجماعة استراتيجية "التغلغل الصامت" في المؤسسات العامة، ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تعزيز مراقبة التمويل الخارجي للمراكز الدينية وتدريب الأئمة، إضافة إلى مشروع قانون يحد من نفوذ التنظيم السياسي داخل المجتمع.
أمريكا تدرج الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية
وعلى المستوى الدولي، أدرجت الولايات المتحدة الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يوسع معايير التصنيف لتشمل 10 جماعات وإجراميات في أمريكا اللاتينية، ويعمل الكونغرس حاليًا على مشروع قانون لتعزيز العقوبات الدولية ضد الجماعة.
ويشكل التوسع الإخواني في أمريكا اللاتينية وأوروبا تهديدًا مستمرًا للأمن الإقليمي والدولي، بسبب شبكات التمويل والدعم اللوجستي التي توفره الجماعة للتطرف والإرهاب. وتدعو التقارير إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي بين الدول، مراقبة التمويل الأجنبي، تشديد الرقابة على الحدود، وفرض برامج توعية لمحاربة الفكر المتطرف وتعزيز قيم التسامح والديمقراطية.
تعتبر هذه التحركات جزءًا من استراتيجية عالمية للتصدي للإخوان، مع خطوات مماثلة في إسبانيا، بلجيكا، السويد، وأوروبا عمومًا، لضمان عدم استغلال الجماعة للثغرات القانونية والاجتماعية لبث نفوذها المتطرف، وحماية الاستقرار السياسي والأمني في القارات كافة.