ـ طهران: الاعتراف بحقوقنا هو الحل الوحيد للأزمة
لا يزال الصراع النووى مشتعلًا؛ وتحاول روسيا العمل كوسيط للتهدئة؛ حيث عقدت اجتماعا مع ممثلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا؛ ولكن لم يتم التوصل لنتائج يعول عليها.
على الصعيد المقابل لا تزال اللهجة التصعيدية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ؛ فقد حذرت الخارجية الإيرانية من قطع طهران جميع اتصالاتها مع الوكالة مرة أخرى في حالة اتخاذ أي إجراءات عدائية ضدها.
إيران تشترط الاعتراف بحقوقها
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن الحل الوحيد لعدم عد الملف النووي الإيراني قضيةً على الإطلاق هو أن تعترف الأطراف المقابلة بحق إيران بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي.
وأوضح أن المقصود من الاعتراف ليس مجرد الإقرار اللفظي، بل أن تتوقف هذه الأطراف عن التعدي على إيران في هذا المجال. فنحن، بصفتنا دولةً عضواً في المعاهدة، التزمنا تعهداتنا، وعازمون على ممارسة حقوقنا. وقد أكدنا هذا الموقف مراراً في جميع الحوارات والمفاوضات.
وأكد بقائى أن تناقض الإدارة الأمريكية بين الدعوة إلى التفاوض وضرورة وقف التخصيب والحديث عن تدمير المنشآت النووية لا يمكن تبريره ولا يوجد له أي منطق عقلاني. وهو يؤكد فقط أن الملف النووي كان بالنسبة إلى أميركا مجرد ذريعة لممارسة الضغوط على الشعب الإيراني.
وأوضح أن كل منشآت إيران النووية - مثل نطنز وفورد وأصفهان - كانت دائماً تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية وتفتيشاتها، وتابع: ما الذي حدث حتى توقف التفتيش؟ ألیس الهجوم العسكري الإجرامي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية هو الذي أوقف عملية التفتيش هذه. لذا؛ على الوكالة الدولية للطاقة النووية أن تحاسب هؤلاء؛ لا إيران.
وأضاف: نحن نأسف لأن القرار الأخير من مجلس محافظي الوكالة لم يتضمن حتى إشارة واحدة إلى هذا الاعتداء، بل ومُنع مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، حتى من مجرد الإدانة أو التعبير عن الأسف لهذا العمل الإجرامي.
وتابع: في ظل هذه الظروف، كيف يُطلب من إيران السماح بتفتيش منشآت تعرضت لهجمات، وتوجد فيها مخاطر إشعاعية وتسرب مواد مشعة؟ بل إن هذه الوكالة نفسها لا تمتلك، أصلاً، بروتوكولاً لمثل هذه الحالات؛ لأنها سابقة لم تحدث في تاريخها.
وأوضح: لقد تعاونا بحسن نية وتوصلنا في سبتمبر الماضي إلى تفاهم ينظم علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة النووية وفقاً لقرار البرلمان ورأي مجلس الأمن القومي الأعلى الإيرانيين. لكن الأطراف المقابلة لم تُقدّر هذا الجهد، وبإجراءات جديدة قوضت هذه العملية.
احتمال انهيار نظام الحد من الانتشار النووي
وبشأن تحذير مسؤول دفاعي أمريكى من احتمال انهيار نظام الحد من الانتشار النووي، قال بقائي: ما قاله هذا المسؤول يعكس واقعاً واضحاً؛ فالولايات المتحدة هي أكبر تهديد لـنظام الحد من الانتشار النووي.
وأشار إلى أن أبرز مثال على تقويض أمريكا نظام الحد من الانتشار، هو هجومها غير القانوني على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، الذي نفذته بمساعدة الكيان الصهيوني، وقال: الحقيقة أن أمريكا ليست فقط أكبر تهديد للأمن الدولي؛ بل أيضاً أكبر مدمر لنظام الحد من الانتشار النووي.
وأن كثيراً من الأمثلة تؤكد أن الترويكا الأوروبية (فرنسا وإنجلترا وألمانيا)، تحت الضغط والتوجيه الأمريكي، تنكرت لالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي، واتخذت إجراءات لم تكن على الإطلاق داعمة لاستمرار المفاوضات. وأضاف أن تكرار عبارة نحن مستعدون للتفاوض، لا يغير حقيقة أن الطرف الآخر غير مستعد فعلياً.